نسبه صلى الله عليه وسلم:
هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن
قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وعدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.
هو رسول الله إلى الإنس والجن في الإسلام أُرسِل ليعيدهم إلى توحيد الله وعبادته شأنه شأن كل الأنبياء والمُرسَلين، وهو خاتمهم، وأُرسِل للنَّاس كافَّة ويؤمنون
أيضا بأنّه أشرف المخلوقات وسيّد البشر كما يعتقدون فيه العِصمة عند ذكر اسمه، يُلحِق المسلمون عبارة صلى الله عليه وسلم مع إضافة «وآله» و«وصحبه» في بعض الأحيان، لِمَا جاء في القرآن والسنة النبوية مما يحثهم على الصلاة عليه ترك محمد أثرًا كبيرًا في نفوس المسلمين، وكثرت مظاهر محبّتهم
وتعظيمهم له باتباعهم لأمره وأسلوب حياته وتعبده لله وقيامهم بحفظ أقواله وأفعاله
وصفاته وجمع ذلك في كتب عُرفت بكتب السّيرة والحديث
النبوي، وبالغ بعضهم حتى احتفل بمولده في شهر ربيع الأول اعتبره الكاتب اليهودي مايكل هارت أعظم الشخصيّات أثرًا في تاريخ الإنسانية كلّها باعتباره.
طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم :
ولد صلى الله عليه وسلم من نكاح صحيح، يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز
وجل اصطفى من
ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من بني
كنانة قريشًا، واصطفى
من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"، وحينما سأل هرقل أبا
سفيان عن نسب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هو فينا ذو نسب، فقال
هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها"
ولادته صلى الله عليه وسلم:
ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، قيل في الثاني منه، وقيل
في الثامن،
وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر. قال ابن كثير: والصحيح أنه
ولد عام الفيل
وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري وغيره.
وتوفي أبوه صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته
بأشهر وقيل بسنة
والمشهور الأول.
رضاعه صلى الله عليه وسلم :
أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد
نحواً من أربع سنين
وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة
إلى أمه إثر ذلك.
ماتت أمه بالأبواء وهو ابن ست سنين، وحضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها
من أبيه
وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من
العمر ثماني سنين توفي جده
وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين
بعثه الله
أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه إلى أن مات، فخفف
الله بذلك من عذابه.
رعيه للأغنام:
عمل
الرسول -عليه الصلاة والسلام- في رعي أغنام أهل مكة، وفي ذلك يقول -عليه الصلاة
والسلام-: (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ:
وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ -جزء من الدينار والدرهم-
لأهْلِ مَكَّةَ) وبذلك كان النبي -عليه السلام- قدوةً في كسب الرزق تجارته كانت
خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ذات مالٍ كثيرٍ ونسبٍ رفيعٍ، وكانت تعمل في
التجارة، وحين بلغها أن محمداً رجلٌ صادقٌ في قوله أمينٌ في عمله كريمٌ في أخلاقه
استأمنته على الخروج تاجراً بأموالها مع غلامٍ لها يُدعى ميسرة مقابل الأجر، فخرج
-عليه الصلاة والسلام- تاجراً إلى بلاد الشام، وجلس في الطريق تحت ظلّ شجرةٍ
قريبةٍ من راهبٍ، فأخبر الراهب ميسرة أنّ مَن نزل تحت تلك الشجرة لم يكن إلّا
نبياً، وأخبر ميسرة خديجة بقول الراهب، ممّا كان سبباً في طلبها الزواج من الرسول،
فخطبها له عمّه حمزة، وتزوّجا.
مبعثه صلى الله عليه وسلم
:
بعث صلى الله عليه
وسلم لأربعين سنة، فنزل عليه الملك بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من
رمضان، وكان إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وتغيّر وجهه وعرق جبينه.
فلما نزل عليه الملك قال له: اقرأ قال: لست بقارئ، فغطاه الملك حتى
بلغ منه الجهد، ثم قال له: اقرأ
فقال: لست بقارئ ثلاثاً. ثم قال: اقْرأْ
بِاسْمِ رَبّكَ الَّذي خَلَقَ، خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ ورَبُّكَ
الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ
يَعْلَمْالعلق:1-5.
فرجع رسول الله
إلى خديجة رضي الله عنها يرتجف، فأخبرها بما حدث له، فثبتته وقالت:
أبشر، وكلا والله لا يخزيك أبداً
إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحملُّ الكَلَّ، وتعين على نوائب
الدهر.
ثم فتر الوحي، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث
لا يرى شيئاً، فاغتم لذلك
واشتاق إلى نزول الوحي، ثم تبدى له الملك بين السماء والأرض على
كرسيّ، وثبته، وبشره بأنه
رسول الله حقاً، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف منه وذهب
إلى خديجة وقال:
زملوني.. دثروني، فأنزل الله عليه: يَا
أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّر، وَثِيَابَكَ
فَطَهِّر المدثر:1-4
فأمر الله تعالى في هذه الآيات أن ينذر قومه، ويدعوهم إلى الله،
فشمَّر صلى الله عليه وسلم عن ساق
التكليف، وقام في طاعة الله أتم قيام يدعو إلى الله تعالى الكبير
والصغير والحر والعبد والرجال
والنساء، والأسود والأحمر، فاستجاب له عباد الله من كل قبيلة ممن أراد
الله تعالى فوزهم ونجاتهم في الدنيا
والآخرة، فدخلوا في الإسلام على نور وبصيرة، فأخذهم سفهاء مكة بالأذى
والعقوبة، وصان
الله رسوله وحماه بعمه أبي طالب، فقد كان شريفاً مطاعاً فيهم، نبيلاً
بينهم، لا يتجاسرون على مفاجأته
بشيء في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من محبته له.
وبقي ثلاث سنين يتستر بالنبوة، ثم نزل عليه: فاصْدَعْ
بِمَا تُؤْمَر الحجر:94: فأعلن الدعاء.
فلما نزل قوله تعالى: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ الشعراء:214، خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم
حتى صعد الصفا فهتف ( يا صباحاه! ) فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد! فاجتمعوا إليه
فقال:
"أرأيتم لو أخبرتكم أن
خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي"؟ قالوا ما جربنا عليك
كذباً.
قال:
"فإني نذير لكم بين
يدي عذاب شديد".
فقال أبو لهب: تباً
لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم قام،
فنزل قوله تعالى: تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وَتَبْ إلى آخر
السورة. [متفق عليه].
صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى:
لقي صلى الله عليه
وسلم الشدائد من قومه وهو صابر محتسب وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض
الحبشة فرارًا من الظلم والاضطهاد فخرجوا. وكان صلى الله عليه ويلم يصلي وسلا
جزورٍ قريب منه
فأخذه عقبة
بن أبي معيط، فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجداً، حتى جاءت فاطمة فألقنه
عن ظهره، فقال حينئذ:
"اللهم عليك بالملأ من قريش".
وفي أفراد البخاري: أن عقبة بن أبي معيط أخذ يوماً بمنكبه صلى الله
عليه وسلم ، ولوى ثوبه في عنقه
فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلاً أن
يقول ربي الله.
بداية الوحي:
وبينما هو في الغار
جاءه ملكٌ قائلاً: اقرأ فردّ الرسول قائلاً: ما أنا بقارئ وتكررّ الطلب ثلاث
مرّاتٍ، وقال الملك في المرة الأخيرة: اقرأ باسم ربك الذي خلق فعاد إلى خديجة وهو
في حالة فزعٍ شديدٍ ممّا حصل معه، فطمأنته، وفي ذلك روت أم المؤمنين عائشة -رضي
الله عنها-: أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ
الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا
جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو
التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ
إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ
حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى
بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا
بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ
أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ
حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ
الذي خَلَقَ حتَّى بَلَغَ عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ العلق:
ثمّ أخذت به خديجة -رضي الله عنها- إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، وكان شيخاً كبيراً
لا يُبصر يكتب الإنجيل بالعبرية، وأخبره الرسول بما حصل، فقال ورقة: (هذا
النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ
حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه
وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ
بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا
مُؤَزَّرًا ثمّ توفي ورقة، وانقطع الوحي عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- فترةً من
الزمن وقيل إنّها استمرت لأيامٍ فقط، والغاية من ذلك طمأنة الرسول وتشويقه للوحي
مرةً أخرى، إلّا أنّ النبي -عليه السلام- لم ينقطع عن الخلوة بنفسه في غار حراء،
بل استمرّ على ذلك، وفي إحدى الأيام سمع صوتاً من السماء وكان جبريل -عليه
السلام-، ونزل بقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ *
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) وبذلك أمر
الله -تعالى- نبيّه بالدعوة إلى توحيده وعبادته وحده.
سيره ذاتيه:
أشهر ألقابه
: أحمد ، الأمين ، المصطفى ، السراج المنير ، البشير النذير .
كنيته : أبو القاسم
.
أبوه : عبد الله ، و قد مات و النبي ( صلى الله عليه و آله ) حمل في بطن أمه
، و قيل : مات و له من العمر سنتان و أربعة أشهر .
أمّه : آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، و قد ماتت و عمره ( صلى الله عليه و آله )
ثمان سنوات
.
ولادته : يوم الجمعة ، السابع عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، و بعد ( 55
) يوما من هلاك أصحاب الفيل ( عام 570 أو 571 ميلادي ) ، و في أيام سلطنة انو
شيروان ملك الفرس
.
محل ولادته : مكة المكرمة
.
مدة عمره : 62 سنة و 11 شهرا و 11 يوما
.
بعثته : بُعث ( صلى الله عليه و آله ) نبيّاً في سنّ الأربعين ، أي في 27 شهر
رجب عام ( 610 ) للميلاد
.
مدة نبوته : 22 سنة و 7 اشهر و 3 أيام ، قضى 13 سنة منها في مكة المكرمة و 9 سنوات و
أشهر في المدينة المنورة
.
هجرته : خرج ( صلى الله عليه و آله ) من مكة المكرمة مهاجراً إلى المدينة
المنورة في الليلة الأولى من شهر ربيع الأول و دخل المدينة المنورة في 12 من الشهر
نفسه .
نقش خاتمه : محمّد رسول الله
.
زوجاته : خديجة بنت خويلد ، سُودة بنت زمعة ، عائشة بنت أبي بكر ، حفصة بنت عمر
، زينب بنت خزيمة ، أم سلمة بنت أبو أمية المخزومي ، جويرية بنت الحارث ، أم حبيبة
بنت أبي سفيان ، صفية بنت حي بن أخطب ، ميمونة بنت الحارث ، زينب بنت جحش ، خولة
بنت حكيم
.
وفاته : يوم الاثنين 28 من شهر صفر سنة 11 بعد الهجرة .
سبب الوفاة : سم المرأة اليهودية ، فقد مرض النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) على
أثر ذلك السم القاتل و توفي في هذا المرض
