الإسلام:
الإسلام هو المنهج الذي وضعه
الله سبحانه وتعالى للناس كي يستقيموا عليه، وتكون حياتهم مبنيةً عليه، والذي
بيَّنه رسوله -صلى الله عليه وسلّم- لهم، وإنّ للإسلام مجموعة من المبادئ والأُسس
التي يجب على الإنسان حتى يكون مسلماً بحق الالتزام بها؛ ويُطلق على هذه المبادئ
والأسس أركان الإسلام، وقد بيّنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في كثير من
النّصوص والأحاديث الصّحيحة، وقد اتّفقت جميع المذاهب الإسلاميّة على هذه الأركان،
فكلّ إنسان يؤمن بهذه الأركان يُعتبر مسلماً تامَّ الإسلام، ومن يكفر بأيّ ركنٍ من
هذه الأركان فكأنما كفر بها جميعها الإسلام ديانة إبراهيمية وسماوية
وتوحيدية وهناك إله واحد فقط للإسلام وهو الله ومحمد هو رسول الله. والإسلام هو
ثاني أكبر دين في العالم، مع حوالي 1.9 مليار متبع أو حوالي 24.8% من سكان العالم
وفقًا لتوقعات عام 2020، ويعرفون باسم المسلمين. يشكل المسلمون غالبية السكان في
49 دولة. يُعلّم الإسلام أن الله هو رحيم، ولديه القدرة الكلية، وهو واحد، وقد
أرشد البشرية من خلال الأنبياء والرسل، والكتب المقدسة والآيات. النصوص الأساسية
في الإسلام هي القرآن -الذي ينظر إليه المسلمون على أنه كلمة الله الحرفية
والمعصومة عن الخطأ - والتعاليم والأمثلة المعيارية (السنة)، والتي تشمل الأحاديث
النبوية الخاصة بمحمد.
يعتقد المسلمون أن الإسلام هو النسخة
الكاملة والشاملة للعقيدة التي تم الكشف عنها مرات عديدة عن طريق الأنبياء بما في
ذلك آدم وإبراهيم وموسى وعيسى. يعتبر المسلمون القرآن الكريم الوحي المطلق
والنهائي من الله. مثل الأديان الإبراهيمية الأخرى، في الإسلام أيضاً حكم نهائي
يُمنح فيه الصالحون الجنة وغير الصالحين الجحيم (جهنم). تشمل المفاهيم والممارسات
الدينية أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادات إجبارية، واتباع الشريعة الإسلامية،
التي تمس كل جوانب الحياة والمجتمع تقريبًا، من الأعمال المصرفية إلى المرأة
والأخلاق والبيئة. مكة والمدينة المنورة والقدس هي موطن لأقدس ثلاثة مواقع في
الإسلام.
بغض النظر عن وجهة النظر اللاهوتية،
يُعتقد أن الإسلام تاريخياً نشأ في أوائل القرن السابع الميلادي في مكة، وبحلول
القرن الثامن الميلادي، امتدت الدولة الأموية من الأندلس في الغرب إلى نهر السند
في الشرق. يشير "العصر الذهبي للإسلام" إلى الفترة التي تعود بين القرن
الثامن إلى القرن الثالث عشر، أثناء فترة الخلافة العباسية، عندما كان العالم
الإسلامي يشهد ازدهاراً علمياً، واقتصادياً وثقافياً. كان توسع العالم الإسلامي من
خلال سلالات حاكمة وخلافات مختلفة مثل الدولة العثمانية، والتجار، واعتناق الإسلام
من خلال الأنشطة الدعوية.
تعريف الإسلام:
في اللغة مادة اشتقاق لفظ (الإسلام) هي: السين
واللام والميم، يقول العلامة اللغويّ ابن فارس في مادة: "سلم:" السين
واللام والميم، معظم بابه من الصحة والعافية، فالسلامة أن يسلم الإنسان من العاهة
والأذى، وقد قال أهل العلم: الله جل ثناؤه هو السلام، لسلامته مما يلحق المخلوقين
من العيب والنقص والفناء، والإسلام هو: الانقياد
أركان الإسلام:
إنّ أركان الإسلام خمسة أركانٍ
قد ذكَرَها رسول الله -صلّى الله عليه
وسلم- في الحديث النبويّ الذي يرويه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- حيث قال:
سمعت رسول الله يقول: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ
وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزّكاةِ، والحجِّ، وصومِ
رمضانَ)، والأركان الخمسة بالتّفصيل هي كما يأتي: الشّهادتان: كيفيّة الشّهادتَين
أن يقول المرء: (أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إلّا اللهُ وأشْهَدُ أنّ محمّداً رسولُ
اللهِ)، أمّا دليل كيفية الشّهادة فمأخوذٌ من قول الله سبحانه: (شَهِدَ اللَّهُ
أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً
بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). والدليل على قوله:
(أنّ محمداً رسولُ اللهِ)؛ هو قول الله سبحانه: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ). والمقصود
بقول: (لا إلهَ إلّا الله): أي لا معبودَ بحقٍّ في الوجود إلا الله سُبحانه عزّ
وجلّ وحدَه، وأنّه لا شريك له في مُلكه، فقد قال الله سبحانه: (وَإِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ*إِلَّا
الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) فالمقصود بالشّهادتَين: هو أن يشهد
المسلم أنّه لا معبود بحقٍّ سوى الله سبحانه، وأنّ محمّداً هو رسول الله وخاتم
الأنبياء والمُرسَلين
إقامة الصّلاة:
تُعتبر الصلاة عمود الدّين، وهي أوّل
ما يُحاسَب عليه المسلم يوم القيامة، فإذا صَلَحت الصلاة صَلح سائر العمل،
والصّلاة أيضاً مناجاة بين العبد وربّه، والمقصود بركن إقامة الصلاة: أن يعتقد
المسلم أنّ الله سبحانه قد أوجب على كل مسلم بالغٍ عاقلٍ مُكلّفٍ أن يؤدي خمس
صلواتٍ في اليوم واللّيلة، يؤدّيها كلٌ في وقتها وهيئتها؛ وعلى طهارةٍ، والصّلوات
المفروضة على المسلمين في اليوم والليلة خمس صلواتٍ، هي: صلاة الفجر، وصلاة
الظّهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء. وقد ذكر أنّ الرّكن إقامة
الصّلاة؛ لأنّ أداء الصّلاة فقط كهيئة لا يعني الإتيان بها على حقيقتها، فالصلاة
تدعو إلى الأخلاقٌ والفضيلة، فكلّ من التزم بهذه الأخلاق بعد تأدية الصّلاة قد
أقام الصّلاة، وأمّا من أدّاها دون الالتزام بأخلاقها فإنّه لا يكون مُقيماً لها،
فقد قال الله سبحانه: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ
الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ
اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
إيتاء الزّكاة:
تُعتبر الزّكاة حقّاً واجباً في المال
بحالات خاصّةٍ وفي أوقات محددة، فالزكاة هي القدر الواجب إخراجه من المال البالغ
للنصاب بشروط معينة ولأناس معيّنين، ويُطلَق لفظ الزّكاة على مقدار الحصّة
المستخرَجة من المال المُزكّى به، فيُسمّى ذلك المال زكاةً، وقد أوجب الله الزكاة
في الأموال التي تنمو وتزيد وهذه الأموال هي: الأنعام، والذّهب والفضّة، والمزروعات
من الثّمار والزّروع وغيرها، والعروض التجاريّة. ومصارف الزّكاة ثمانية؛ بيّنها
الله سبحانه في كتابه العزيز بقوله: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ
وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي
الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً
مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) فمن صرفها في غير مصارِفها لم تُقبل منه، ولم
تبرأ ذمّته منها، ويجب إخراج الزكاة فورَ وجوبها إذا بلغت النِّصاب، وحال عليها
الحول وتوفّرت فيها الشروط الشرعيّة، ويجوز تأخير الزكاة للضّرورة، أمّا من امتنع
عن أداء الزكاة فيُعزَّر، ويُجبَر على إخراجها.
الصّيام:
تعريف الصّيام: الإمساك عن المُفطِرات
جميعها؛ بقصد التقرّب إلى الله سبحانه، ويبدأ وقت الصيام عن المفطِرات من طلوع
الفجر الصّادق إلى غروب الشّمس، ولا يُعدّ العبد صائماً في الحقيقة إلّا إذا أمسك
عن أمرَين، هما: المفطِرات الحسيّة جميعها؛ من الأكل والشّرب، والأمور المُنقِصة
لأجر الصّائم من الذّنوب؛ فلا يرتكب المعاصي والمُنكَرات، ولا يرفَثُ ولا يُخاصِم
أحداً، ويجب الصّوم على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ مقيمٍ غير مسافرٍ
الحجّ:
الحجّ ركنٌ يسقط عن العبد بأدائه مرّةً
واحدةً في عمره، ويسقط أيضاً عن العبد إذا لم يستطع القيام به؛ بشرطَ أن يعتقد أنّ
الحج واجب، ولا يمتنعَ عن أداء الحج إلّا لسبب يمنعه من القيام به، ومن لم يعتقد
بوجوب الحجّ فهو كافر، أمّا حكم أدائه فهو واجبٌ على القادر عليه سواءً من الناحية
الماديّة أو الجسميّة، وذلك لقوله سبحانه عزّ وجلّ: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ
عَنِ الْعَالَمِينَ) أمّا معنى الحجّ فهو
قصد المسلم لبيت الله تعالى بصفةٍ مخصوصةٍ، في وقتٍ مخصوصٍ، بشروط وأركان وفروعٍ
مخصوصةٍ
الخصائص
العامة للإسلام:
1- الربانية
2- الإنسانية
3- الشمول، ونعني به: شمول الزمان
والمكان والإنسان، وهو في الواقع يضم خصائص ثلاثًا هي: الخلود، والعالمية،
والاستيعاب
4- الوسطية، أو التوازن
5- الواقعية
6- الوضوح
7- الجمع بين الثبات والمرونة
المراجع:
1- " بين الإيمان والإسلام"، مجلة البحوث الإسلامة، من رجب إلى شوال 1406، العدد 16، المجلد 16
2- خالد بن سعود البليهد "شرح حديث (بُني الإسلام على خمس)" صيد الفوائد
3- مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
4- آيات من القران الكريم
